“لعبة الست” يعيد الفستان للمرأة المصرية.. والمحجبات مرحلة ثانية
الثقافة الشرقية والمناخ كانا وراء إنطلاق مشروع “لعبة الست” لإنتاج فساتين برؤية مصرية 100% على أيدي نساء مصريات على أمل إعادة الفستان مرة أخرى لملابس السيدات والفتيات.
و”لعبة الست” هو مشروع أتيليه لتصميم وتفصيل الفساتين، بدأته فاطمة عابد، ونورا يونس، وقد استلهمتا روح الستينيات في تصميم الفساتين.
كانت أولى خطوات المشروع في مارس الماضي، باختيار الأقمشة والتصميمات ثم التنفيذ، إلى أن رأت المرحلة الأولى من “لعبة الست” النور في إقامة أول معرض لهن يوم السبت في حي الدقي بالجيزة حيث بيعت القطع المعروضة بالكامل تقريبا بعدما لقي اقبالا غير متوقع رغم الوضع الأمني المتوتر يوم الانفجار الذي استهدف القنصلية الايطالية.
“لم تكن الفساتين الغربية تليق بنا كمصريات، نظرا لقصرها الشديد واتساع فتحة الصدر” قالت نورا يونس وهي صحفية في الأساس، معتبرة أن شكل أجساد النساء المصريات يختلف تماما عن أجساد النساء الأوروبيات والأمريكيات، وبالتالي الفساتين المستوردة لا تناسبهن على الإطلاق.
وتراجع إقبال المرأة المصرية على ارتداء الفساتين في العقود الأخيرة لصالح السراويل والتنورات ومع انتشار الأزياء الاسلامية.
ورأت نورا يونس أن الحل كان في ضرورة إنتاج فساتين تناسب الثقافة المصرية بعيدا عن المستورد، وتعتمد على خامات مصرية 100% تلائم المناخ الحار نسبيا مثل الأقطان والكتان، وبأسعار تتناسب مع إمكانيات الطبقة الوسطى.
وقالت “اعتمدنا على مواردنا الشخصية دون اللجوء لقروض، وبالتالي لم نستطيع التوسع في المشروع”، موضحة أن خياطة الفساتين اعتمدت على نساء مساكن الزالزال العاملات بمشغل جمعية “فتحة خير” الذي توقف بسبب قلة التمويل.
واعتبرت نورا يونس أن “لعبة الست” فرصة لإحياء نشاط المشغل وإعادة تشغيل النساء مرة أخرى ليتقاسموا الربح ويتحملوا أجور العاملات، مشيرة إلى أنها تقوم بالإدارة المالية للمشروع.
وعلى الرغم من نجاح المرحلة الأولى من المشروع إلا أن “لعبة الست” لم يستطع إرضاء المحجبات، كما أوضحت نورا يونس، قائلة “فشلنا في تصميم أزياء خاصة للمحجات هذه المرة ولجأنا للفساتين التقليدية”، مؤكدة أنها ستتغلب على ذلك في المرحلة الثانية من المشروع.
وأوضحت فاطمة عابد، التي كانت تعمل في منظمة غير حكومية، أن بداية المشروع تصادفت مع تركها العمل في الوقت الذي كانت تمتلك فيه الخبرة في رسم الباترون وتصميم الأزياء وكذلك التسويق، لتحقق أخيرا حلمها في إعداد وتصميم الأزياء.
وقالت عابد إن “نجاح المرحلة الأولى من المشروع، ونجاحنا في تصنيع فساتين تناسب الصباح وتلائم البيئة المصرية، سيدفعنا للاستمرار”، مشيرة إلى أن لديها أفكار كثيرة لم تتجرأ على تنفيذها في المرحلة الأولى خوفا من الفشل.
ووعدت عابد بتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع مع بداية الخريف، مشيرة إلى أنها ستستعى إلى إرضاء كل الأذواق، وانتاج موديلات جديدة ومختلفة، متمنية اتساع المشروع الأمر الذي يمكنهن من تخفيض الأسعار.